Europa & Palestine News « Kawther Salam
فتح السلطة سلمت أبو حمدية لإسرائيل نكاية في دعمه لعناصر المقاومة الفلسطينية
إسرائيل لم تشم على ظهر يديها عندما إعتقلت رجل المقاومة الفلسطينية. ضابط الأمن الوقائي الشهيد ميسرة ابو حمدية. وعندما حاكمته بتهمة الأنتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس والأعداد لتفجير مقهي في القدس المحتلة, وهي أيضا لم تشم على ظهر يديها عندما حكمت عليه بالسجن 99 عاما. فالمعلومات المتوفرة لدى جهاز المخابرات “شين بيت” والتي زودها قادة وضباط حركة فتح في السلطة الفلسطينية في جهاز الأمن الوقائي وما يسمى بضباط التنسيق الأمني الفلسطيني كانت موثقة مائة في المائة بالنسبة لإسرائيل
لقد سدد جهاز الأمن الوقائي في السلطة الفلسطينية ضربة قاسمة لأحد ضباطه الشهيد ميسرة ابو حمدية, الذي اختار طريق دعم المقاومة المسلحة رافضا بذلك التساوق مع ضباط الجهاز الأمني الذي يعمل فيه وإلإنخراط في عملية الإستسلام بعد عودته للوطن عام 1998
ولم يكن الشهيد أبو حمدية وحده ممن غدر بهم ضباط جهاز الأمن الوقائي, فقد سلم رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية, العقيد جبريل الرجوب, الجانب الصهيوني عددا من السجناء السياسيين وعناصر المقاومة ممن قام بتجميعهم من مختلف السجون في الضفة الغربية واحتجازهم في سجن خاص يقع داخل مقر سجن الأمن الوقائي في بلدة بيتونيا, ومن ثم تسليمهم لإسرائيل, في سياق اتفاق أبرمه مع وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية وإسرائيل في اوائل شهر نيسان من العام 2002
ونفذ الرجوب صفقة العار دون إضطلاع الرئيس الراحل ياسر عرفات عليها, الأمر الذي أدى إلى إقالته من قبل عرفات وتجريده من جميع صلاحياته الأمنية
هكذا أفل نجم رئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية, وعاد ليصعد ثانية بعد إستشهاد الرئيس ياسر عرفات ووصول محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية. حيث أعاد عباس تعيين الرجوب وجميع من كانوا على خلاف مع الرئيس الراحل ياسر عرفات ليعملوا تحت سلطته
ولم يكن الشهيد أبو حمدية واحدا من بين الأسماء المعروفة التي سلمها الرجوب للجانب الصهيوني, فقد سلم الرجوب سجناء أمنيين, في حين بقيت أسماء من وشى بهم سرا لا يعلمها أحد سوى الرجوب نفسه وضباط المخابرات في جهاز الأمن الصهيوني
هكذا جاء إعتقال الضابط الشهيد اللواء ميسرة أبو حمدية بتاريخ 28-5-2002, بالطريقة الروتينية للإحتلال الصهيوني (مداهمة وإعتقال وسجن وتعذيب ومحاكمة). وبقي من يقف وراء إعتقاله يتمتع بالحرية وبطاقة ال (في, أي بي) والمنصب في السلطة الوطنية
وحوكم أبو حمدية بتهمة العضوية في حركة حماس والشروع في القتل وتجنيده رجل المقاومة الفلسطينية الذي خطط لتفجير أحد مقاهي القدس المحتلة عام 2002, وحكم عليه بالمؤبد ثم أعيدت محاكمته ليحكم عليه في المرة الثانية بالسجن 99 عاما, أي مدى الجياة
ولم يعترف أبو حمدية بمجموع التهم التي وجهت إليه. فيما أشاعت إسرائيل بان أحد المعتقلين قد إعترف عليه بهذه التهم, وأخفت حقيقة إعترافات رموزها في جهاز الأمن الوقائي ممن تخلصوا من أبو حمدية لغرض في نفس يعقوب
ولا أحد يعرف ما هي حقيقة الصراع الدائر آنذاك بين عناصر وضباط جهاز الأمن الوقائي, وما هي الأسباب التي أدت إلى الوشاية بالضابط أبو حمدية وإلقاءه في غياهب السجون على تلك الشاكلة التي أدت في محصلتها إلى إستشهاده
ولكن الواضح بأن أبو حمدية كان من الأبطال الداعمين للمقاومة بعيدا عن الأنتماءات الحزبية والمصالح الفئوية الضيقة, وهذا ما كان يتعارض مع طبيعة عمل جهاز الأمن الوقائي الذي يعمل فيه وضباطه المعروفين للقاصي والداني بعلاقاتهم الجيدة مع إسرائيل
No comments:
Post a Comment